أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

إقرأ أيضا

مهندسون يبتكرون تقنية جديدة لتحديد هوية الطائرات بدون طيار بعد هجمات اليمن على إسرائيل

في عالم اليوم، حيث أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من كل جانب من جوانب حياتنا، تتزايد أهمية الابتكارات التكنولوجية بشكل ملحوظ في مجالات متعددة، بما في ذلك الحروب والصراعات العسكرية. حيث تسهم التطورات التكنولوجية في تحسين استراتيجيات الدفاع وتعزيز الأمن القومي بطرق لم يكن من الممكن تصورها قبل عقود قليلة. و من  أبرز الأمثلة على هذا التقدم هو التطوير الأخير في تكنولوجيا تحديد هوية الطائرات بدون طيار، والذي يمكن أن يحدث تحولاً في كيفية تعامل الدول مع التهديدات الجوية. و في هذا السياق، تقدم جامعة تل أبيب Tel Aviv University نظامًا جديدًا يستخدم الذكاء الاصطناعي AI لتحديد الطائرات بدون طيار بدقة في المناطق الحضرية المتقدمة، مما يعكس أهمية هذه التقنية في تحسين قدرات الدفاع وحماية الأجواء الوطنية.

لقد كشف باحثون في جامعة تل أبيب Tel Aviv University عن نظام رادار جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي AI لتحديد هوية الطائرات بدون طيار، مما يعزز قدرة الكشف في المناطق الحضرية التي تتسم بالكثافة السكانية العالية وتنوع البنية التحتية.

فبعد أيام قليلة من هجوم الطائرات بدون طيار على تل أبيب Tel Aviv في 19 يوليوز، أعلن المهندسون في جامعة تل أبيب Tel Aviv University عن تطوير جديد في تقنية تحديد هوية الطائرات بدون طيار وهو ما سَيُمَكَْنُ بشكل كبير من حماية المجال الجوي في المدن الكبيرة والمناطق ذات الطابع العمراني الكثيف حيث تتداخل المباني والشوارع والمنشآت بشكل معقد، مما يعقد عمليات الرصد والتعرف على الطائرات بدون طيار بسبب العوائق المادية و التداخلات في الإشارات.
إن الهجوم المميت من اليمن، الذي أسفر عن مقتل إسرائيلي واحد وإصابة عدة آخرين، أبرز الحاجة الملحة لتحسين طرق الكشف عن الطائرات بدون طيار. على الرغم من تتبع الجيش الإسرائيلي للطائرة بدون طيار، إلا أنها لم تُصنف كتهديد بسبب خطأ بشري.

كما هو موضح في بحث أكاديمي، طور باحثو من جامعة تل أبيب TAU نظامًا قادرًا على تحديد الطائرات الصغيرة بدون طيار   في الحالات التي تكون فيها الأساليب التقليدية غير قادرة على الكشف عنها بفعالية. 


وقادت مجموعة من طلاب الدكتوراه و هم عمر تزدكي Omer Tzidki و دميترو فوفشوك Dmytro Vovchuk وتحت إشراف البروفيسور بافيل جينزبيرغ Pavel Ginzburg فريقاً لتطوير نهج جديد يعتمد على استخدام تقنية تحديد الهوية بالترددات الراديوية RFID والرادار المدعوم بالذكاء الاصطناعي AI للكشف عن الطائرات بدون طيار وتصنيفها بناءً على الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي تبعثه.
و يمكن لهذه التكنولوجيا أن تتغلب على القيود التي تواجهها طرق التعريف التقليدية مثل الرادارات والكاميرات و أجهزة الإرسال. فهذه الطرق غالبًا ما تعاني في المناطق الحضرية  على الارتفاعات المنخفضة و عندما تكون ظروف الأحوال الجوية سيئة.

و تعتمد هذه التقنية الجديدة على استخدام الإشعاع الكهرومغناطيسي المرتد من أجنحة الطائرة المكتشفة. يتم تحويل الإشارة المرتدة من الإشعاع المنثور إلى "بطاقة هوية" فريدة للطائرة يمكن للرادار قراءتها. بعدها، تقوم خوارزمية الذكاء الاصطناعي AI بتصنيف الطائرة بناءً على توقيعها، وتحدد ما إذا كانت صديقة أو معادية.

قال جينزبيرغ Ginzburg: "غالبًا ما تكون الحلول البسيطة هي الأكثر فعالية"، موضحًا كيف يمكن للتكنولوجيا التي تعتمد على مبادئ أساسية أن تحقق نتائج مبهرة. وأكد أن هذا الابتكار ليس فقط خطوة كبيرة نحو تحسين أمن الطائرات بدون طيار، بل هو أيضًا مثال على كيفية تبسيط التعقيدات لتحقيق أقصى فائدة.
وأضاف: "يستفيد هذا المشروع من المبادئ الفيزيائية الأساسية لتصنيف الطائرات بدون طيار بشكل موثوق ودقيق. رغم أن عملية تحديد أي طائرة بدون طيار باستخدام الرادار معقدة للغاية، فإن تحقيق القدرة على تحديد الطائرات المحددة هو إنجاز كبير نفتخر به للغاية."
و أشار تزدكي Tzidki إلى الحاجة الملحة لتطوير مثل هذه الحلول، مستشهدًا بالهجوم الأخير بالطائرات بدون طيار كدليل على الضرورة الماسة لهذه التقنية.
وقال تزدكي Tzidki: "يعد تخطيط المطار أمرًا حاسمًا لحماية أرواح الجنود والمدنيين مشيرًا إلى أهمية هذا المشروع في كل الأوقات، وبشكل خاص في الوقت الحالي"

في ختام هذا المقال، يظهر بوضوح كيف يمكن للتقدم التكنولوجي أن يلعب دورًا حاسمًا في تحسين الأمن والحماية في العصر الحديث. تعد تقنية تحديد الطائرات بدون طيار التي طورتها جامعة تل أبيب خطوة كبيرة نحو تعزيز القدرات الدفاعية في البيئات الحضرية، مما يوفر أداة فعالة لمواجهة التهديدات المستقبلية. إن هذه الابتكارات تعكس التزام الباحثين بتقديم حلول متقدمة تساهم في تعزيز الأمن وسلامة الأجواء الوطنية.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-