أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

إقرأ أيضا

كيف سيغير الذكاء الاصطناعي التوليدي مستقبل أليكسا بعد 10 سنوات من الخسائر؟

تحتفل أليكسا Alexa بمرور 10 سنوات على إطلاقها، ومع ذلك تواجه أمازون Amazon تحديات كبيرة بعد خسائر مالية ضخمة. و يتجه العملاق التكنولوجي الآن إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين مستقبل مساعدها الذكي، بهدف تجاوز التوقعات المتزايدة للمستخدمين واستعادة الزخم في سوق المساعدات الصوتية.


حقوق الصورة: unsplash.com


لطالما تكبدت أمازون خسائر مالية على مكبرات الصوت الذكية "إيكو" Echo، وكان هذا معروفًا منذ بداية وجود أليكسا Alexa. حيث تُعْتَبَرُ هذه الاستراتيجية نوع من المخاطرات التي لا تستطيع سوى شركة بحجم أمازون تحملها على مدى عقد من الزمن.
بالطبع يمكن أن يكون بيع الأجهزة بخسارة استراتيجية ناجحة. فعلى سبيل المثال، الشركات التي تبيع الطابعات وشفرات الحلاقة بأقل من تكلفتها الأولية تستخدم هذا النهج لدخول الأسواق، ثم تعوض الخسارة عبر بيع خراطيش الحبر والشفرات لاحقًا.

من حيث الانتشار، يمكن القول إن استراتيجية أمازون قد حققت نجاحًا. فقد أعلن جيف بيزوس Jeff Bezos، مؤسس الشركة، في وقت سابق من هذا العام أن أليكسا أصبحت متواجدة في 100 مليون منزل عبر 400 مليون جهاز.
على الرغم من ذلك، تظهر الحقائق المالية صورة مغايرة تمامًا. فقد أفاد تقرير حديث من صحيفة وول ستريت جورنال The Wall Street Journal بأن قسم الأجهزة في أمازون تكبد خسائر تصل إلى 25 مليار دولار بين عامي 2017 و2021. كما قيل إن قسم أليكسا Alexa لوحده خسر 10 ملياراhttps://apnews.com/article/amazon-alexa-job-cuts-generative-ai-9d5ca4fd9240a091657e6f7c4da870d9ت دولار في عام 2022.
عند نقطة معينة، تتحول الاستراتيجية الخاصة بالخسائر إلى مجرد خسارة بحتة. هذا الأمر تجلى بوضوح في نهاية عام 2023، عندما تم تسريح عدة مئات من موظفي وحدة أليكسا. فقد تسببت الخسائر السنوية التي تقدر بعشرات المليارات، إلى جانب التوقعات الاقتصادية المتعثرة، في وضع أصبح من الصعب تحمله حتى لشركة تحقق إيرادات سنوية تتجاوز 600 مليار دولار.




لم تكن أليكسا Alexa المساعد الذكي الوحيد الذي تراجع في السنوات الأخيرة. فإلى جانب عروض مثل بيكسباي Bixby و كورتانا Cortana التي اختفت تمامًا، فإن الإهتمام  بمساعد جوجل Google Assistant وسيري Siri تراجع أيضًا.

و مع ذلك ففي الأشهر الأخيرة، أوضحت جوجل Google وأبل Apple أنهما ما زالتا تشاركان بقوة في السباق. فقد أبرزت أبل Apple، خلال مؤتمرها العالمي للمطورين في يونيو WWDC دور سيري Siri بوضوح، من خلال مبادرة جديدة تحت اسم Apple Intelligence التي أضافت حيوية جديدة للعلامة التجارية. من جانبها، أكدت جوجل Google هذا الأسبوع أن مساعدها سيستفيد من تعزيزات مدعومة بتقنية جيميني Gemini في المنازل.

أفاد تقرير صادر عن بلومبيرغ Bloomberg في عام 2021 أنه رغم الشعبية الكبيرة لجهاز أليكسا Alexa، فإن معظم الاستفسارات التي يطرحها المستخدمون تركز على ثلاث مهام رئيسية: تشغيل الموسيقى، التحكم في الأضواء، وضبط المؤقتات و هي أدوات تستخدم لإعداد تنبيهات زمنية، مثل توقيت الطهي أو إشعارات للتذكير بمواعيد محددة.


في حديثه مع صحيفة وول ستريت جورنال The Wall Street Journal، عبر موظف سابق في أمازون بوضوح قائلاً: "كان لدينا قلق من أننا وظفنا 10,000 شخص وبنينا مؤقتًا ذكيًا." و مع كل الانتقادات التي وجهت إلى أليكسا Alexa على مدار العقد الماضي، قد يكون هذا الوصف هو الأكثر قسوة على الإطلاق.




بينما استمرت الشركة في إصدار أجهزة إيكو Echo، بما في ذلك جهاز سبوت المحسن Spot الذي أُعلن عنه الشهر الماضي، يبدو أن الشركة قد قللت من وتيرة دفعها لهذه المنتجات. لا شك أن هناك الكثير من التأمل والتفكير داخل مكاتب The Spheres. مثلما تفعل جوجل Google و أبل Apple، و ترى أمازون أن الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI هو الحل الأمثل الذي تحتاجه أليكسا Alexa.

تعود مشكلة "مؤقت 10,000 شخص" إلى عدم تمكن الأجهزة من تحقيق توقعات العملاء. وقد كانت دعوة المطورين الخارجيين لإنشاء مهارات جديدة جزءًا من جهود أوسع لجعل أليكسا Alexa أكثر فائدة. كما عملت أمازون Amazon على تحسين مهارات المساعد assistant في المحادثة باستمرار على مر السنين.

في هذا السياق، يعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI بمثابة تغيير كبير في اللعبة. فقد أظهرت منصات مثل ChatGPT قدرة مذهلة على المحادثة الطبيعية بلغات البشر. و في أواخر العام الماضي، قدمت أمازون Amazon لمحة عن مستقبل أليكسا Alexa المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI.

وكتبت الشركة: "لقد كنا دائمًا نفكر في أليكسا Alexa كخدمة تتطور باستمرار، وقمنا بتحسينها بشكل متواصل منذ اليوم الذي قدمناها فيه في عام 2014". وأضافت: "كان هدفنا الدائم هو جعل المحادثة مع أليكسا Alexa طبيعية مثل التحدث إلى شخص آخر، ومع التطور السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبح ما تخيلناه الآن في متناول اليد".


و بحلول شهر نونبر الماضي أكملت أليكسا Alexa و إيكو Echo عقداً من الزمن على إطلاقهما. وحاليا نركز على ما قد يحمله العقد القادم حيث سيعتمد استمرار نجاح
المساعدين الذكيين في المستقبل إلى حد كبير على كيفية تطور التكنولوجيا في الأشهر المقبلة.


واخيرا فمع بداية أليكسا Alexa لعقدها الثاني، تواجه أمازون Amazon تحديات حقيقية تتطلب تحولات جذرية. سيحدد نجاح الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI ما إذا كانت أليكسا Alexa ستظل جزءًا أساسيًا من حياتنا التقنية أم أنها ستشهد نهاية رحلتها. الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تشكيل مستقبل المساعدات الذكية، وفي رسم مسار أليكسا Alexa للعقد القادم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-