تشهد الساحة التقنية اليوم حدثاً مثيراً للجدل مع إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي AI جديد من الصين قادر على توليد مقاطع فيديو قصيرة. فهذا النموذج الذي تم تطويره من قبل إحدى الشركات الرائدة في الصين سيفتح آفاقاً واسعة لإمكانيات الذكاء الاصطناعي AI في الإعلام و التكنولوجيا. و لكن رغم ذلك فإن هذا الإنجاز يترافق مع تحديات و معضلات أخلاقية كبيرة خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والرقابة. حيث يثير هذا النموذج العديد من الأسئلة حول كيفية توازن الابتكار مع القيود السياسية، ويقدم مثالاً حياً على الصراعات الدائرة بين التكنولوجيا والسياسة في العصر الحديث.
Kling نموذج ذكاء اصطناعي (AI) صيني يفرض رقابة سياسية
و يعمل نموذج Kling بكفاءة تتوافق مع ما تم الإعلان عنه. فهو يُنتج مقاطع فيديو بجودة 720p في غضون دقيقة إلى دقيقتين، مع تماشيه الجيد مع المطالبات المدخلة. كما يظهر Kling قدرة ملحوظة على محاكاة التفاصيل الفيزيائية مثل حَفِيف الأوراق (الصَّوْتُ الصَّادِرُ عَنْ تَحَرُّكِ أَوْرَاقِ الشَّجَرِ) و خَرِير المياه، مما يجعله مماثلاً في الأداء لنماذج توليد الفيديو الأخرى مثل Gen-3 من شركة Runway وSora من OpenAI.
لكن شركة Kling لا تنتج مقاطع فيديو حول بعض المواضيع، فعلى سبيل المثال، المطالبات المتعلقة بـ 'الديمقراطية في الصين'، أو 'الرئيس الصيني شي جين بينغ Xi Jinping يمشي في الشارع'، أو 'احتجاجات ساحة تيانانمن Tiananmen' تؤدي إلى رسالة غير محددة وغير واضحة.
ولقد تحسنت عملية التصفية لتقتصر على مستوى المطالبات فقط. كما يدعم Kling تحريك الصور الثابتة، ويمكنه توليد فيديو لصورة الرئيس الصيني Jinping، على سبيل المثال، طالما أن المطالبة المصاحبة للصورة لا تذكر اسمه، كأن تقول "هذا الرجل يلقي خطاباً".
و عندما تم التواصل مع شركة Kuaishou للحصول على تعليق بشأن سلوك نموذج Kling الغريب، قال أحد المسؤولين إن هذا السلوك يُحتمل أن يكون ناتجاً عن الضغط السياسي المكثف من الحكومة الصينية على مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI في المنطقة.
و في ظل تطور التكنولوجيا بسرعة، يبقى تأثير الرقابة على الذكاء الاصطناعي AI قضية محورية. يقدم نموذج Kling من الصين مثالاً واضحاً على كيفية تأثير القوانين والسياسات على الابتكارات التقنية. بينما يسعى العالم لتحقيق توازن بين الابتكار وحرية التعبير، يظل السؤال حول كيفية إدارة هذا التوازن مفتوحاً ومهماً للمستقبل.
تعليقات