أمرت الصين جميع المسؤولين في الجهات الحكومية المركزية بعدم استخدام أجهزة iPhone التي تنتجها الشركة العالمية أبل Apple وغيرها من الأجهزة ذات العلامات التجارية الأجنبية في العمل وقد طُلب أيضًا من المسؤولين الحكوميين عدم جلب هذه الأجهزة إلى مكاتبهم. قد كشفت الحكومة الصينية عن هذا الإجراء من خلال تقرير نشرته جريدة وول ستريت جورنال The Wall Street Journal.
ووفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، تم توجيه هذه التعليمات من قبل المشرفين إلى موظفيهم في الأسابيع الأخيرة.
و يمكن أن تؤدي هذه الخطوة الجديدة من بكين إلى التأثير على آفاق آبل في الصين، و تعتبر السوق الصينية هي أكبر سوق للشركة بعد الولايات المتحدة، و تحصل أبل على خُمس إيراداتها من الصين.
تداعيات هذا الأمر:
و ستقوم الشركة بإطلاق سلسلة أجهزة جديدة ضمن سلسلة iPhone 15 خلال الاسبوع المقبل، حيث ستطلق آبل أربعة هواتف جديدة في 12 سبتمبر من الشهر الجاري، بما في ذلك iPhone 15 و iPhone 15 Plus و iPhone 15 Pro و iPhone 15 Pro Max، و من المنتظر أن يكون لهذا القرار تأثيرات و تبعات سلبية على هذا أهداف آبل العامة.
و هذه بعض التداعيات المحتملة التي تعكس الأثر المحتمل لقرار الحكومة الصينية بمنع مسؤوليها من استخدام iPhones والأجهزة الأجنبية في العمل:
1. تأثير على مبيعات آبل: إذا تم تنفيذ هذا الحظر بشكل كبير، فإنه قد يؤثر سلبًا على مبيعات آبل في الصين، وهي سوق كبيرة وحيوية للشركة.
2. تحفيز للعلامات التجارية المحلية: يمكن أن يكون هذا الإجراء جزءًا من استراتيجية الصين لتعزيز استخدام العلامات التجارية المحلية وزيادة توجه المستهلكين نحوها.
3. تصاعد التوترات التجارية: قد يزيد هذا الحظر من التوترات التجارية بين الصين والشركات التكنولوجية الأمريكية، مثل آبل.
4. تأثير على إطلاق منتجات جديدة: إذا كان هذا الإجراء يتسبب في تراجع مبيعات iPhones في الصين، فإنه قد يؤثر على أهداف آبل للمنتجات الجديدة التي ستطلقها.
5. دعم للشركات المحلية مثل هواوي: يمكن أن يكون هذا الإجراء جزءًا من جهود الحكومة الصينية لدعم شركات التكنولوجيا المحلية مثل هواوي وتعزيز تطويرها.
6. استدعاء تقني: قد يضطر مستخدمو الحكومة في الصين إلى التبديل إلى أجهزة تقنية محلية أو أجهزة أخرى من العلامات التجارية الأجنبية المقبولة.
ويمكن أن يحيي هذا الحظر مخاوف جديدة بين الشركات الأجنبية في الصين خصوصا مع تصاعد التنافس بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية.
والجدير بالذكر أن الصين تعد واحدة من أكبر أسواق شركة أبل Apple وتدر عليها ما يقرب من خُمس إيراداتها.
و رغم شعبية أيفون iPhone في الصين يُعتقد أنه من المرجح أن يكون للحظر تأثير فوري على أرباح الشركة الامريكية.
التكتيكات المعتادة:
و هذه الخطوة ليست مفاجئة من جانب الصين. لقد كانت تسعى دائما إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيات الأجنبية منذ أكثر من عقد من الزمان.
لقد طالبت الصين من الشركات التابعة للدولة مثل البنوك التحول إلى البرامج المحلية و دعمت تصنيع شرائح أشباه الموصلات semiconductor المحلية.
ففي عام 2020، زادت الجهود في هذا الصدد عندما اقترح قادة الصين تعزيز نمو ما يسمى بنموذج "التداول المزدوج" “dual circulation” بهدف الابتعاد عن الاعتماد على الأسواق والتكنولوجيات الأجنبية بسبب المخاوف المتعلقة بأمن البيانات.
التنافس مع الولايات المتحدةالأمريكية:
وفي شهر مايو الماضي، حثت الصين الشركات الكبرى المملوكة للدولة على المساهمة في سعيها نحو تحقيق الاعتماد على الذات في مجال التكنولوجيا في ظل التوترات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
و كانت التوترات بين البلدين شديدة حيث عملت الولايات المتحدة مع حلفائها على منع وصول الصين إلى المعدات الحيوية اللازمة للحفاظ على قدرة تنافسيتها في مجال صناعة الرقائق، و بدورها قامت بكين بتقييد شحنات من شركات أمريكية بارزة بما في ذلك شركة صناعة الطائرات بوينج Boeing وشركة تكنولوجيا الرقائق Micron Technology.
آبل في الصين:
أظهر هذا الحظر الأخير أن الصين تتخذ جميع الإجراءات الممكنة نحو هدفها وأنها لن تستثني حتى أكبر شركة في العالم .
وقال توم فورتTom Forte ، المحلل في شركة دي إيه ديفيدسون D.A. Davidson: "حتى أبل ليست محصنة... في الصين حيث توظف مئات الآلاف، إذا لم نقل أكثر من مليون عامل، لتجميع منتجاتها من خلال علاقتها مع فوكسكون Foxconn ".
وأضاف المحلل Tom Forte أن هذا "يجب أن يلهم الشركات الأمريكية لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها و تركيزات العملاء لتقليل اعتمادها على الشركات الصينية في حال تفاقم التوترات".
الصين "لم تعد صالحة للاستثمار ":
قالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو Gina Raimondo إن الشركات الأمريكية اشتكت من أن الصين أصبحت "غير قابلة للاستثمار".
وأشاروا إلى الغرامات والمداهمات وغيرها من الإجراءات الأخرى التي جعلت من ممارسة الأعمال التجارية محفوفة بالمخاطر في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
و بدورها، قامت الولايات المتحدة بإصدار حظر مماثل في البلاد ضد شركة الهواتف الذكية الصينية هواوي تكنولوجيز Huawei Technologies الصينية ومنصة الفيديو القصيرة تيك توك TikTok، التي تمتلكها شركة بايت دانس ByteDance الصينية.
و يمكن أيضًا تفسير هذه الخطوة على أنها جزء من جهود الصين لتشجيع استخدام العلامات التجارية الصينية في البلاد. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تتردد فيه الشائعات حول قدرة شركة الهواتف الصينية هواوي على تطوير شريحة متقدمة بتقنية 7 نانومتر تم استخدامها في هاتف Mate 60 Pro.