أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

إقرأ أيضا

الزرعات الدماغية: الخيال يصبح حقيقة في عالم الطب والتكنولوجيا

تعتبر تكنولوجيا الزرعات الدماغية واحدة من أكثر التقنيات التي تشهد تقدمًا في ميدان الطب والهندسة الحيوية. إنها تفتح أبوابًا جديدة لعلاج الأمراض العصبية وتحسين الاتصال بين العقل والتكنولوجيا. في هذا المقال، سنستكشف مجموعة من الجوانب المثيرة لتكنولوجيا الزرعات الدماغية وكيف يمكن أن تؤثر على مستقبل الرعاية الصحية وحياتنا اليومية.

قبل الدخول في موضوع اخر مستجدات زرع الأجهزة في الدماغ و كيف تتجاوز جامعة بيردو Purdue تحدّي نقل البيانات سنستعرض عليكم مقال قصير حول تاريخ تطور تكنولوجيا الزرعات الدماغية وبعض الإنجازات البارزة في هذا المجال:

تاريخ تكنولوجيا الزرعات الدماغية: من الأفكار البسيطة إلى الثورة الطبية

تكنولوجيا الزرعات الدماغية هي واحدة من أكثر التقنيات تقدمًا وتحفزًا في مجال العلوم والطب. تطورت هذه التقنية بشكل كبير على مر العقود، وخلقت إمكانيات جديدة في فهم والتفاعل مع الدماغ البشري. دعونا نلقي نظرة على تاريخ هذا التطور المذهل وبعض الإنجازات البارزة:

1. البدايات البسيطة:

تعود بدايات تكنولوجيا الزرعات الدماغية إلى منتصف القرن العشرين، حيث قام الباحثون بتجربة أولى في زرع الأسلاك والأجهزة في الأدمغة الحيوانية. كانت هذه الأبحاث في مراحلها الأولى وبسيطة.

2. تطور تقنيات الرصد:

مع مرور الزمن، تحسنت تقنيات رصد الأنشطة الدماغية بشكل كبير. ظهرت أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والمسح الدماغي بالاصطدام الإلكتروني، مما سمح برؤية هياكل الدماغ ونشاطاته بدقة عالية.

3. زرعات الدماغ العصبية:

في العقد الأخير، بدأت التقنيات في الزرعات الدماغية العصبية في التطور بشكل كبير. تسمح هذه التقنيات بزرع أجهزة دقيقة في الدماغ لرصد وتحفيز أجزاء معينة منه.

4. الإنجازات الحديثة:

من الإنجازات البارزة في هذا المجال، يمكن الإشارة إلى تطوير أنظمة اتصال لاسلكية عالية السرعة تمكن نقل البيانات من وإلى الزرعات الدماغية بكفاءة. كما تم استخدام هذه التقنية بنجاح في تحسين حياة الأشخاص المصابين بأمراض عصبية مثل متلازمة جيلي دو تواريت.

5. مستقبل واعد:

يبدو مستقبل تكنولوجيا الزرعات الدماغية واعدًا بشكل كبير. و يتوقع أن تستمر الأبحاث والتطوير في هذا المجال، مما يمهد الطريق لاستخدامات جديدة ومثيرة تشمل علاجات فعالة للأمراض العصبية وتوسيع إمكانيات التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا.

ان تكنولوجيا الزرعات الدماغية تمثل تقدمًا مذهلاً في عالم العلوم والطب، وهي تستمر في تغيير طريقتنا في التفكير عن الدماغ واستخداماته المحتملة. إنها تشق طريقًا للمزيد من الاكتشافات والتطبيقات المثيرة في المستقبل.

 التواصل مع الدماغ: تقنية طورها باحثون من جامعة بوردو Purdue الامريكية وستحطم الحواجز لفهم وعلاج الأمراض العصبية.

طور باحثون أمريكيون تقنية جديدة لنقل البيانات من عمليات زرع الدماغ. ويتيح حلهم اتصالات عالية السرعة و منخفضة واستهلاك طاقة منخفض جدًا، على الرغم من ضرورة ارتداء جهاز يشبه سماعة الأذن.

إحدى التحديات التي تعترض تطوير زراعة الدماغ هي كيفية نقل البيانات التي تجمعها هذه الأجهزة، لأن الجسم يميل إلى لف الزرعات بأنسجة، مما يحد من الإشارات التي يجب أن تكون أقوى بعد ذلك. وهذا يتطلب المزيد من الطاقة، في حين أن عمليات الزرع محدودة للغاية. ويعمل الباحثون في جامعة بوردو Purdue في الولايات المتحدة على ما يسمونه بأنترنت الأجسام Internet of Bodies (IoB)، وهو تقاطع إنترنت الأشياء Internet of Things (IoT) وجسم الإنسان.

وفي مقال نشر في مجلة Nature Electronics ، شرحوا كيف تمكنوا من إنشاء نظام اتصال لاسلكي لزراعة الدماغ باستخدام خصائص الأنسجة البشرية. و يُطلقون على طريقتهم اسم الاتصال الدماغي شبه الثابت ثنائي الطور biphasic quasi-static brain communication (BP-QBC).

اتصال لاسلكي عالي السرعة

ينقل الباحثون الإشارات على نطاق ترددي محدد، والذي يمكن أن يصل إلى بضع عشرات من الميغاهرتز. وهذه ترددات يتم نقلها بشكل أسهل من خلال الأنسجة، مما يسمح بالاتصال بسرعة عالية مع الجهاز المزروع، و لالتقاط الإشارات يرتدي المريض جهازًا يحتوي على مستشعرات كهربائية والذي يأخذ شكل سماعة الأذن. وهذا يسمح بالاتصال بسرعة عالية تصل إلى 10 ميجابت في الثانية Mbps.

ووفقا للباحثين، فإن هذا النهج من شأنه أن يقلل بشكل كبير من استهلاك الطاقة لنقل البيانات، حيث يتم تقسيمها إلى 41 بتردد 1 ميجاهرتز MHz لتصل إلى 0.52 ميكروواط microwatt فقط. إنهم يأملون أن يتيح هذا التقدم تطوير  زرعات جديدة من أجل تعزيز الأبحاث في عدة مجالات مثل مرض باركنسون  ومتلازمة جيلي دو لا تواريت Gilles de la Tourette syndrome والصرع والاكتئاب وحتى اضطرابات الوسواس القهري obsessive-compulsive disorders (OCD).

تأثير تكنولوجيا الزرعات الدماغية على حياتنا اليومية في المستقبل:

1. تحسين الترفيه والألعاب الإلكترونية:

   يعد التطور في تكنولوجيا الزرعات الدماغية فرصة مذهلة لصناعة الألعاب الإلكترونية. يمكن للأشخاص الذين يستخدمون هذه التقنية الاستفادة من تجارب تفاعلية أكثر تعمقًا وواقعية في الألعاب. يمكنهم التحكم في الألعاب باستخدام أفكارهم وتفاعلاتهم الدماغية، مما يجعل التجربة أكثر إثارة وتشويقًا.

2 .التفاعل مع الأجهزة الذكية:

   تكنولوجيا الزرعات الدماغية يمكن أن تسهم في تحسين التفاعل مع الأجهزة الذكية. بحيث سيمكن للأفراد التحكم في أجهزتهم الذكية ببساطة عبر الأوامر الدماغية. مثلاً، يمكن لشخص تشغيل الموسيقى أو ضبط درجة الإضاءة في المنزل بفكرة بسيطة.

3. التواصل والتفاعل مع العالم الافتراضي:

   يمكن لتكنولوجيا الزرعات الدماغية تحويل كيفية تفاعلنا مع العالم الافتراضي.بحيث  سيصبح بالإمكان السيطرة على واجهات الواقع الافتراضي بواسطة الأفكار، مما يتيح تجارب غامرة ومثيرة في مجالات مثل الألعاب أو التعليم أو التدريب.

4. التطور في مجال الصحة النفسية:

   تكنولوجيا الزرعات الدماغية يمكن أن تساهم في تحسين صحة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية الأخرى. يمكن استخدامها لتطوير تقنيات علاجية مبتكرة تعتمد على التفاعل الدماغي.

5. توسيع حدود الإبداع والتفكير:

   يمكن أن تمتد فوائد تكنولوجيا الزرعات الدماغية إلى مجالات الإبداع والتفكير. يمكن للأشخاص استخدام هذه التقنية للتفكير بشكل أسرع وتنفيذ أفكار إبداعية بشكل أكثر فاعلية.

تكنولوجيا الزرعات الدماغية تمثل تقدمًا مذهلاً، لكن هناك سلبيات ومخاوف تحيط بها:

1. الخصوصية:

 يمكن أن تشكل تكنولوجيا الزرعات الدماغية تهديدًا للخصوصية، حيث يتعين على الأفراد مشاركة معلومات حساسة عن أفكارهم وعملياتهم العقلية.

2. الأمان:

 تكنولوجيا الزرعات الدماغية تجعل الأنظمة البيولوجية عرضة للاختراق، مما يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات خطيرة على الصحة والسلامة.

3. التحكم الأخلاقي:

 قد تثير تلك التقنية تساؤلات حول التحكم الأخلاقي ومن يتحكم في الوصول إلى عقول الأفراد.

4. تفاقم الانقسامات الاجتماعية:

قد يكون هناك تفاقم للانقسامات الاجتماعية إذا لم يتم توجيه هذه التكنولوجيا بعناية لضمان العدالة والتوازن.

5. تبعات طويلة الأمد غير معروفة:

 نظرا إلى التأثيرات غير المتوقعة أو النتائج الغير متوقعة التي يمكن أن تحدث نتيجة هذه التقنيات الجديدة و المتقدمة، فتظل بعض التأثيرات والمخاطر طويلة الأمد غير معروفة، و في السياق الذي تم استخدامها فيه، يعني ذلك أنه نظرًا للتقدم السريع في التكنولوجيا والابتكار، يمكن أن تنشأ تأثيرات غير متوقعة أو مخاطر غير معروفة يصعب تنبؤها. هذا يشير إلى أهمية دراسة وتقييم تأثيرات هذه التكنولوجيا بعناية قبل تطبيقها بشكل واسع.

و في الختام رغم أن تكنولوجيا الزرعات الدماغية تمثل تقدمًا مذهلاً في ميدان الطب والتكنولوجيا، مما يفتح أفاقًا جديدة لعلاج الأمراض والتواصل بين العقل والأجهزة، فيجب مراعاة السلبيات و المخاوف المحتملة، مثل الخصوصية والأمان والتحكم الأخلاقي. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-